موطن طائر الحسون الطبيعي

طائر الحسون: موطنه الطبيعي وانتشاره حول العالم

طائر الحسون من الطيور المغردة الجميلة التي حظيت باهتمام كبير بين محبي الطيور وعشاق تربية الطيور في جميع أنحاء العالم. ينتمي طائر الحسون إلى فصيلة الشرشريات ويتميز بريشه الملون الزاهي وصوته العذب الذي جعل منه رمزًا للجمال الطبيعي في العديد من الثقافات. لفهم مكانة هذا الطائر بشكل أفضل، لا بد من دراسة موطنه الطبيعي ومناطق انتشاره، وما هي الظروف البيئية التي يفضلها للحياة والتكاثر.

الموطن الطبيعي لطائر الحسون

يعتبر طائر الحسون طائرًا أصليًا في المناطق المعتدلة والشبه المدارية من أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا الغربية. وبشكل أكثر تحديدًا، يعيش الحسون في مناطق تمتد من أوروبا الغربية مرورًا ببلاد الشام، شمال أفريقيا، وجنوب غرب آسيا. هذه المناطق تتميز بمناخ معتدل يميل إلى الدفء في الصيف والبرودة في الشتاء، وهو ما يتناسب مع احتياجات الحسون البيئية.

في أوروبا، ينتشر الحسون في الغابات المفتوحة، المزارع، المناطق ذات الأشجار المتفرقة، والمروج التي تحتوي على شجيرات وأعشاب مرتفعة. في شمال أفريقيا، يفضل الحسون المناطق ذات الأشجار الكثيفة مثل أشجار الزيتون واللوز، والتي توفر له الحماية من الحيوانات المفترسة وأماكن ملائمة للتعشيش.

الانتشار الجغرافي لطائر الحسون

يظهر طائر الحسون في عدة مناطق جغرافية موزعة على ثلاث قارات:

• أوروبا: حيث يكثر وجوده في دول مثل إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وبعض دول أوروبا الشرقية. يعيش في المناطق الريفية حيث تتوفر الأشجار الكثيفة والمزارع التي توفر له الغذاء والملجأ.

• شمال أفريقيا: ينتشر في دول المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، ومصر. تتيح المناطق الحرجية في هذه الدول طقسًا مناسبًا لطائر الحسون، بالإضافة إلى وفرة الغذاء الذي يتغذى عليه مثل البذور والحشرات.

• آسيا الغربية: يغطي تواجده مناطق مثل تركيا، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، وبعض مناطق الخليج العربي. وفي هذه المناطق يميل إلى العيش في الأماكن القريبة من المياه والمناطق الزراعية التي تحتوي على النباتات البرية.

الأنواع الفرعية وتوزيعها

ينقسم طائر الحسون إلى عدة أنواع فرعية تختلف قليلاً في شكل الريش والألوان، كما تختلف قليلاً في توزيعها الجغرافي. هذه الأنواع الفرعية تعكس التكيف مع البيئات المحلية المختلفة:

هذا التنوع يوضح قدرة الحسون على التكيف مع بيئات مختلفة من غابات ومزارع ومناطق شبه صحراوية.

الظروف البيئية المفضلة لطائر الحسون

يتميز الحسون بحبّه للمناطق التي تجمع بين الأشجار والنباتات البرية المفتوحة، والتي توفر له فرصًا متكاملة للطعام والغطاء. يفضل العيش في المناطق التي تحتوي على الأشجار الكبيرة ذات الأغصان المتشابكة التي توفر حماية للتعشيش، مثل:

• أشجار الزيتون

• أشجار اللوز

• أشجار الصنوبر الصغير

• الشجيرات البرية

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الحسون وجود مصادر مائية قريبة، حيث يحتاج إلى الماء للشرب وتنظيف ريشه. ويظهر تفضيل خاص للمناطق التي تجمع بين الأراضي الزراعية والحقول المفتوحة، إذ توفر له تنوعًا في الغذاء من بذور الحبوب والحشائش، إلى جانب الحشرات الصغيرة التي يعتمد عليها بشكل أساسي خلال موسم التكاثر.

الطقس وتأثيره على توزيع الحسون

يؤثر المناخ بشكل واضح على توزيع الحسون في الطبيعة. ففي المناطق ذات الشتاء القاسي مثل شمال أوروبا، يهاجر الحسون إلى الجنوب خلال فصل الشتاء بحثًا عن طقس أكثر اعتدالًا. أما في المناطق ذات الشتاء المعتدل أو الدافئ، فيبقى الحسون مقيمًا طوال السنة.

يميل الحسون إلى البقاء في المناطق التي تتراوح درجات الحرارة فيها بين 10 إلى 25 درجة مئوية، ويظهر انخفاضًا في أعداده أو تغيّر في سلوكه في الفترات التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، إذ يقل نشاطه ويقلل من تغذيته.

تأثير النشاط البشري على موطن الحسون

مع توسع النشاطات الزراعية والحضرية، تأثر موطن الحسون بشكل ملحوظ. في بعض المناطق، أدى قطع الأشجار وتدمير الموائل الطبيعية إلى تقليل أعداد الحسون أو تغييره لمناطق جديدة. ولكن بالمقابل، وفر وجود الحقول الزراعية ومساحات الأشجار المتفرقة بيئة مناسبة نسبيًا لاستمرار وجود الحسون، حيث يجد فيها الغذاء الوفير من بذور النباتات المزروعة والحشائش.

كما أن عمليات تربية الحسون في الأسر وزيادة شعبيته في ثقافات معينة ساهمت في انتشاره، حيث تم إدخاله في مناطق جديدة لم يكن يتواجد بها أصلاً، وأحيانًا أدى هذا إلى اندماج في الأنواع المحلية.

الجدول التالي يلخص أهم المعلومات المتعلقة بموطن طائر الحسون:

الخلاصة

يعيش طائر الحسون في بيئات متعددة تغطي مناطق جغرافية واسعة تمتد بين أوروبا، شمال أفريقيا، وآسيا الغربية، حيث يفضل المناطق ذات الأشجار المتفرقة والمزارع المفتوحة التي توفر له الغذاء والملجأ. يتكيف الحسون بشكل جيد مع مختلف المناخات المعتدلة وشبه المدارية، لكنه يتأثر بالظروف الجوية القاسية والأنشطة البشرية التي تغير من طبيعة موطنه. هذا التنوع البيئي ساعد الحسون على أن يكون من الطيور المغردة المميزة التي استحقت مكانتها بين الطيور المحببة للبشر.

المصادر:

• Handbook of the Birds of the World, Volume 14: Bush-shrikes to Old World Sparrows, Lynx Edicions, 2009.

• BirdLife International species factsheet for Carduelis carduelis (European Goldfinch).